في فيلم “الحقيقة حول جوسي سموليت؟”، نغوص في أعماق واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، قضية الممثل جوسي سموليت والاتهامات التي وجهت إليه بتدبير هجوم عنصري وجنسي مزعوم على نفسه. الفيلم الوثائقي لا يكتفي بسرد الأحداث المعروفة، بل يقدم رؤية جديدة وشاملة من خلال مقابلات حصرية مع سموليت نفسه، بالإضافة إلى الشرطة والمحامين والمحققين الذين عملوا على القضية. يهدف الفيلم إلى إعادة فحص الأدلة وتقديم وجهات نظر مختلفة، مما يتيح للمشاهدين فرصة لتكوين رأيهم الخاص حول ما إذا كان سموليت ضحية أم مدبر.
يبدأ الفيلم بتقديم خلفية عن جوسي سموليت، الممثل الصاعد الذي اشتهر بدوره في مسلسل “Empire”. يسلط الضوء على نشأته ودفاعه عن حقوق مجتمع الميم، مما يجعله شخصية محبوبة ومؤثرة في المجتمع. ثم ينتقل الفيلم إلى تفاصيل الحادثة التي وقعت في يناير 2019، عندما ادعى سموليت أنه تعرض لهجوم عنصري وجنسي من قبل رجلين يرتديان قناعًا، واللذين قاما بضربه وسكب مادة كيميائية عليه وتهديده بعبارات عنصرية. أثارت هذه الحادثة غضبًا واستنكارًا واسعًا في جميع أنحاء البلاد، وتضامن العديد من المشاهير والشخصيات العامة مع سموليت.
لكن سرعان ما بدأت الشكوك تحوم حول رواية سموليت، خاصة بعد أن تمكنت الشرطة من تحديد هوية المشتبه بهما، وهما شقيقان نيجيريان كانا يعملان في السابق مع سموليت في مسلسل “Empire”. بعد استجوابهما، اعترف الشقيقان بأنهما تلقيا أموالًا من سموليت لتدبير الهجوم، وأن سموليت هو من طلب منهما استخدام عبارات عنصرية وجنسية. أدت هذه الاعترافات إلى تحول القضية بشكل كبير، حيث أصبح سموليت متهمًا بتقديم بلاغ كاذب وعرقلة سير العدالة.
يقدم الفيلم مقابلات مع المحققين الذين عملوا على القضية، والذين يشرحون بالتفصيل كيف تمكنوا من كشف التناقضات في رواية سموليت وتحديد هوية المشتبه بهما. كما يقدم الفيلم مقابلات مع المحامين الذين مثلوا سموليت، والذين يدافعون عن براءته ويشيرون إلى وجود ثغرات في الأدلة المقدمة ضده. بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الفيلم مقابلات مع خبراء في القانون والإعلام، والذين يقدمون تحليلات مختلفة للقضية وتأثيرها على الرأي العام.
إحدى النقاط الرئيسية التي يثيرها الفيلم هي دوافع سموليت المحتملة لتدبير الهجوم. تشير بعض التحليلات إلى أن سموليت كان يسعى إلى زيادة شهرته وتعاطف الجمهور معه، بينما تشير تحليلات أخرى إلى أنه كان يعاني من مشاكل نفسية أو عاطفية. يقدم الفيلم مجموعة متنوعة من وجهات النظر حول هذه المسألة، مما يترك للمشاهدين حرية تكوين رأيهم الخاص.
في النهاية، يترك الفيلم المشاهدين مع العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها بشكل قاطع. هل كان سموليت ضحية أم مدبر؟ هل تمكنت الشرطة من جمع أدلة كافية لإدانته؟ هل كان هناك أي دوافع خفية وراء تصرفات سموليت؟ يتيح الفيلم للمشاهدين فرصة للتفكير في هذه الأسئلة واتخاذ قرارهم الخاص بناءً على الأدلة المقدمة. “الحقيقة حول جوسي سموليت؟” هو فيلم وثائقي مثير للتفكير يستحق المشاهدة لأي شخص مهتم بقضايا العدالة والإعلام والمشاهير.