في فيلم “مفترض” (2023)، نغوص في عالم معقد من العلاقات الحديثة، حيث تتشابك الهويات الحقيقية والمزيفة في فضاء الإنترنت. الفيلم يروي قصة رجل في منتصف العمر يجد نفسه منجذبًا إلى فتاة شابة عبر الإنترنت، ويقرران خوض تجربة فريدة: علاقة مبنية على هويات مستعارة. يضع الاثنان شرطًا أساسيًا لهذه العلاقة، وهو عدم الكشف عن هويتهما الحقيقية، والانغماس في شخصيات جديدة تمامًا أثناء لقائهما.
في البداية، تبدو هذه اللعبة مغرية ومثيرة، حيث يجد كل منهما في الآخر ملاذًا من روتين الحياة ورتابتها. ومع ذلك، مع مرور الوقت، تبدأ الأمور في التعقيد. يجد الرجل نفسه أكثر ارتباطًا بالفتاة، وتتجاوز مشاعره حدود الهوية المستعارة. يقع في حبها، ويبدأ في التساؤل عن جدوى هذه اللعبة، وعن إمكانية بناء علاقة حقيقية على أساس من الخداع.
في لحظة ضعف، يقرر الرجل كسر القاعدة ويكشف عن هويته الحقيقية للفتاة. هذه الخطوة الجريئة تحمل في طياتها عواقب وخيمة، حيث تتسبب في تغيير مسار العلاقة بشكل جذري. الفيلم يتركنا نتساءل: هل يمكن للحب أن يزدهر في ظل الخداع؟ وهل يمكن للهويات المستعارة أن تحمينا من أخطار الواقع، أم أنها تزيد الأمور تعقيدًا؟
“مفترض” ليس مجرد قصة حب عابرة، بل هو استكشاف عميق لمفهوم الهوية في العصر الرقمي. الفيلم يسلط الضوء على كيف يمكن للإنترنت أن يخلق مساحات جديدة للتواصل والتعبير عن الذات، ولكنه في الوقت نفسه يحمل في طياته مخاطر جمة، مثل فقدان الهوية الحقيقية والانغماس في عوالم افتراضية قد تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.
الأداء التمثيلي في الفيلم كان مميزًا، حيث نجح الممثلون في تجسيد شخصياتهم المعقدة وإيصال مشاعرهم المتضاربة بشكل مؤثر. الإخراج كان متقنًا، واستطاع المخرج أن يخلق أجواء من الغموض والتشويق، مما زاد من جاذبية الفيلم.
بشكل عام، “مفترض” هو فيلم يستحق المشاهدة، فهو يطرح أسئلة مهمة حول العلاقات الإنسانية في العصر الحديث، ويدعونا إلى التفكير في كيفية تأثير التكنولوجيا على حياتنا وعلاقاتنا. الفيلم مناسب لمحبي الدراما الرومانسية التي تتناول موضوعات معقدة ومثيرة للتفكير. يمكنكم مشاهدة الفيلم على منصة Turkcima.fun.
