في فيلم “الأم المحتالة” (ConMom) الذي صدر عام 2025، نغوص في أعماق قصة أم تواجه تحديات جمة بعد انفصالها عن زوجها المسيء. الفيلم يروي حكاية ممثلة مسرح سابقة تجد نفسها في موقف يائس، حيث تلجأ إلى التنكر بأزياء مختلفة كوسيلة وحيدة لقضاء بعض الوقت مع طفلها الوحيد. هذا العمل الدرامي يسلط الضوء على جوانب مظلمة من العلاقات الأسرية، ويكشف عن الصعوبات التي تواجهها المرأة بعد الطلاق، خاصة عندما يكون هناك تاريخ من العنف المنزلي.
الفيلم لا يقتصر فقط على عرض معاناة الأم، بل يتجاوز ذلك لاستكشاف قوة الأمومة والتضحية التي يمكن أن تقدمها الأم من أجل سعادة أطفالها. التنكر الذي تلجأ إليه الأم ليس مجرد وسيلة للتحايل على القانون أو النظام، بل هو تعبير عن حبها العميق لطفلها ورغبتها في الحفاظ على علاقة قوية معه، بغض النظر عن الظروف.
من خلال أداء الممثلة الرئيسي، نرى كيف تتجسد شخصية الأم بكل ما تحمله من ضعف وقوة، يأس وأمل. إنها شخصية معقدة تعكس واقع العديد من النساء اللاتي يجدن أنفسهن في مواقف مماثلة، حيث يضطررن إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل حماية أطفالهن. الفيلم يطرح أسئلة مهمة حول حقوق الوالدين بعد الطلاق، وحول دور المجتمع في دعم الأسر التي تعاني من العنف المنزلي.
“الأم المحتالة” ليس مجرد فيلم درامي، بل هو مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا يعيشه الكثيرون. إنه دعوة للتفكير في معنى الأمومة والتضحية، وفي أهمية توفير الدعم والحماية للأطفال الذين يعيشون في ظل ظروف صعبة. الفيلم يذكرنا بأن الحب يمكن أن يتخذ أشكالًا مختلفة، وأن الأم يمكن أن تفعل أي شيء من أجل سعادة طفلها، حتى لو اضطرت إلى التنكر والتخفي.
الفيلم من إنتاج Turkcima.fun، ويتميز بقصة مؤثرة وأداء تمثيلي قوي، بالإضافة إلى إخراج متقن يجعله تجربة سينمائية لا تنسى. إنه فيلم يستحق المشاهدة والتأمل، ويدعونا إلى تقدير قيمة الأمومة والتضحية التي تقدمها الأمهات في كل مكان.
