في فيلم “هستيريا” الذي صدر عام 2025، نجد أنفسنا أمام قصة معقدة تدور أحداثها في موقع تصوير فيلم، حيث تتصاعد الأحداث بشكل غير متوقع. تبدأ القصة بحادثة حرق نسخة من القرآن، مما يثير جدلاً واسعاً ويقلب حياة فريق العمل رأساً على عقب. في خضم هذه الفوضى، تظهر شخصية “إليف”، المتدربة الشابة التي تجد نفسها متورطة في شبكة معقدة من الأسرار والأكاذيب.
إليف، الشخصية المحورية في الفيلم، تجسد دور الشابة الطموحة التي تسعى لإثبات نفسها في عالم صناعة الأفلام. ولكن، بدلاً من تحقيق أحلامها، تجد نفسها في مواجهة مؤامرة أكبر من أن تتخيلها. تتلقى إليف اتهامات باطلة وتجد نفسها مضطرة للدفاع عن نفسها وكشف الحقيقة وراء الحادثة.
الفيلم يتميز بتصويره الواقعي للأجواء المشحونة في موقع التصوير، حيث تتداخل العلاقات الشخصية والمهنية وتتأثر بالضغوط الخارجية. كما يسلط الضوء على حساسية القضايا الدينية والسياسية، وكيف يمكن أن تستغل هذه القضايا لتحقيق أهداف خفية.
من خلال تتبع رحلة إليف، يكشف الفيلم عن خبايا النفوس البشرية، وكيف يمكن للخوف والطمع أن يدفعا الناس إلى ارتكاب أفعال شنيعة. كما يطرح تساؤلات حول مفهوم الحقيقة والعدالة، وهل يمكن تحقيق العدالة في عالم مليء بالفساد والتلاعب.
“هستيريا” ليس مجرد فيلم تشويق وإثارة، بل هو أيضاً دراسة نفسية عميقة للشخصيات، وتحليل للظروف الاجتماعية والسياسية التي تؤدي إلى تفاقم الأزمات. الفيلم يدعو المشاهد إلى التفكير والتأمل في القضايا التي يطرحها، ويترك لديه شعوراً بالقلق والريبة.
الفيلم من إنتاج Turkcima.fun، وقد تم تصويره في مواقع مختلفة لإضفاء المزيد من الواقعية على الأحداث. وقد استخدم المخرج تقنيات تصوير حديثة لخلق جو من التوتر والإثارة، وجعل المشاهد يعيش تجربة مشابهة لتجربة الشخصيات في الفيلم.
“هستيريا” يعتبر إضافة قيمة إلى السينما العربية، حيث يطرح قضايا مهمة بطريقة جريئة ومبتكرة. الفيلم يستحق المشاهدة والتفكير، وقد يثير نقاشات واسعة حول القضايا التي يطرحها.