في فيلم “المراقبة”، المستوحى من أحداث واقعية، نتابع قصة لارا، وهي مسعفة متدربة تبلغ من العمر 27 عامًا، تجسد دورها الممثلة الصاعدة ديانا كولينك. تجد لارا نفسها في خضم قضية مروعة عندما تساعد في نقل كريستيان، البالغ من العمر 30 عامًا والذي يؤدي دوره فيتو فايس، إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب المبرح في بث مباشر على فيسبوك شاهده 20 ألف شخص دون أن يتدخل أحد أو يتصل بالشرطة.
على الرغم من دخول كريستيان في غيبوبة، تبدأ لارا في تلقي مقاطع فيديو من حسابه على فيسبوك تظهر أشخاصًا مجهولين يشاهدون لحظات الاعتداء عليه. تشعر لارا بالصدمة والاشمئزاز، وتقرر إبلاغ المحقق بوروت، الذي يجسد دوره الممثل يوري هينيغمان، والذي يبدأ تحقيقًا في القضية.
مع تقدم التحقيق، تكتشف لارا أن المراقبين الذين ظهروا في مقاطع الفيديو ليسوا مجرد متفرجين سلبيين، بل هم جزء من كابوس حقيقي يطاردها في حياتها اليومية. تدرك لارا أنها أيضًا متواطئة في هذا الحدث المروع، وأن صمتها وعدم تدخلها قد ساهما في وقوع الجريمة.
يستكشف الفيلم موضوعات معقدة مثل المسؤولية الاجتماعية، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السلوك البشري، والخط الفاصل بين المشاهد والمتواطئ. يسلط الضوء على ظاهرة “تأثير المتفرج”، حيث يقل احتمال تدخل الأفراد لمساعدة ضحية ما عندما يكون هناك آخرون حاضرون.
من خلال قصة لارا، يدعونا الفيلم إلى التفكير في دورنا في المجتمع ومسؤوليتنا عن التدخل عندما نشهد الظلم أو العنف. هل نحن مجرد مراقبين سلبيين، أم أننا مطالبون باتخاذ موقف والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي؟
“المراقبة” هو فيلم تشويق وإثارة يثير التفكير ويدفع المشاهد إلى التساؤل عن قيمه ومعتقداته. يتميز الفيلم بأداء قوي من الممثلين، وإخراج متقن، وقصة مؤثرة تترك بصمة عميقة في نفوس المشاهدين. يمكنكم مشاهدة الفيلم وتقييمه عبر منصة Turkcima.fun.