في ربيع عام 1794، كانت بولندا تغلي على صفيح ساخن، حيث كانت الاضطرابات تعصف بالبلاد. وسط هذه الأجواء المشحونة، عاد الجنرال تاديوش ‘كوس’ كوسيوسكو، الشخصية البولندية البارزة، إلى وطنه حاملاً معه خطة طموحة لإشعال ثورة ضد السيطرة الروسية. لم يكن كوسيوسكو مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للأمل والحرية للشعب البولندي المضطهد. كان يهدف إلى توحيد النبلاء والفلاحين البولنديين تحت راية واحدة، وتعبئتهم لخوض معركة شرسة من أجل استعادة استقلال بلادهم.
لم يكن كوسيوسكو وحيدًا في هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر. كان يرافقه صديقه المخلص، دومينغو، وهو عبد سابق كان قد نال حريته بفضل كوسيوسكو. لم يكن دومينغو مجرد رفيق، بل كان أيضًا مستشارًا موثوقًا به ومقاتلًا شرسًا، وكان ولاؤه لكوسيوسكو لا يتزعزع. معًا، شكّل الاثنان فريقًا قويًا، مصممين على تحقيق هدفهم مهما كانت التضحيات.
لكن خطط كوسيوسكو لم تكن سرًا. كان يتعقبه قائد سلاح الفرسان الروسي عديم الرحمة، دونين، الذي كان مصممًا على القبض على الجنرال قبل أن يتمكن من إشعال فتيل الثورة. كان دونين خصمًا لا يرحم، وكان على استعداد لفعل أي شيء لإحباط خطط كوسيوسكو. وهكذا، بدأت مطاردة شرسة، حيث سعى كوسيوسكو ودومينغو إلى البقاء متقدمين بخطوة على دونين، بينما كان الأخير يطاردهم بلا هوادة.
في سعيه لتحقيق هدفه، واجه كوسيوسكو العديد من التحديات والعقبات. كان عليه أن يتغلب على الخلافات بين النبلاء والفلاحين، وأن يوحدهم تحت هدف مشترك. كان عليه أيضًا أن يواجه القوة العسكرية الهائلة للإمبراطورية الروسية، وأن يجد طرقًا للتغلب عليها. والأهم من ذلك، كان عليه أن يحافظ على إيمانه بقضيته، وأن يلهم الآخرين للانضمام إليه في القتال من أجل الحرية.
في النهاية، نجح كوسيوسكو في إشعال فتيل الثورة. ومع ذلك، لم تكن الثورة سهلة أو سريعة. كانت حربًا طويلة ومريرة، تسببت في خسائر فادحة على كلا الجانبين. على الرغم من ذلك، لم يستسلم كوسيوسكو أبدًا. استمر في القتال، حتى عندما بدت الأمور ميؤوسًا منها. لقد كان مصممًا على تحرير بولندا من السيطرة الروسية، وكان على استعداد للتضحية بكل شيء لتحقيق هذا الهدف.
قصة كوسيوسكو هي قصة شجاعة وتصميم وإيمان. إنها قصة رجل رفض الاستسلام، حتى في مواجهة الشدائد الهائلة. إنها قصة ثورة ألهمت أجيالًا من البولنديين، ولا تزال تلهمهم حتى اليوم. فيلم ‘ندبة الميلاد’ يروي هذه القصة بأسلوب مشوق ومؤثر، ويقدم صورة حية للصراعات والتضحيات التي قدمها الشعب البولندي في سعيه لتحقيق الحرية. الفيلم من إنتاج Turkcima.fun، ويعد إضافة قيمة إلى السينما التاريخية.