في فيلم “مستقيم” (2024)، نغوص في أعماق حياة روبرتو، المصرفي الناجح البالغ من العمر 32 عامًا، الذي يبدو ظاهريًا أنه يملك كل شيء. حياة روبرتو منظمة بدقة، حيث يقضي معظم وقته في عمله الذي يستهلكه حتى في عطلات نهاية الأسبوع. تربطه علاقة طويلة الأمد مع إيليا الموهوبة، والتي استمرت لمدة ست سنوات، وفي أوقات فراغه القليلة، يجد بعض الراحة في ممارسة كرة القدم وشرب الجعة.
لكن هذه الحياة الروتينية والمنظمة تأخذ منعطفًا غير متوقع عندما يلتقي روبرتو بكريس، الشاب البالغ من العمر 20 عامًا، عبر تطبيق مواعدة للمثليين. دخول كريس إلى حياة روبرتو يقلب الأمور رأسًا على عقب، ويجعله يتساءل عن المسار الذي اختاره لنفسه. يبدأ روبرتو في التفكير مليًا فيما إذا كانت الحياة التي يعيشها هي حقًا ما يريده، أم أنها مجرد انعكاس لتوقعات الآخرين.
الفيلم يستكشف بعمق موضوعات الهوية، والاختيار، والبحث عن الذات الحقيقية. من خلال شخصية روبرتو، نرى كيف يمكن للضغوط الاجتماعية والتوقعات العائلية أن تؤثر على قراراتنا وخياراتنا في الحياة. يواجه روبرتو صراعًا داخليًا بين رغباته الحقيقية وبين الصورة التي يتوقعها منه المجتمع.
العلاقة بين روبرتو وكريس تمثل نقطة تحول حاسمة في حياة روبرتو. كريس يمثل الحرية، والعفوية، والقدرة على العيش وفقًا لقواعده الخاصة. من خلال تفاعله مع كريس، يبدأ روبرتو في التشكيك في قيمه ومعتقداته، ويتساءل عما إذا كان قد ضحى بسعادته الحقيقية من أجل تحقيق النجاح المادي والاجتماعي.
“مستقيم” ليس مجرد فيلم عن العلاقات المثلية، بل هو قصة عالمية عن البحث عن الذات، واكتشاف الهوية الحقيقية، والشجاعة في اتخاذ القرارات التي تتوافق مع قيمنا ورغباتنا. الفيلم يدعونا إلى التفكير في حياتنا، وفي الخيارات التي نتخذها، وفيما إذا كنا نعيش حقًا الحياة التي نريدها، أم الحياة التي يتوقعها الآخرون منا.
الأداء التمثيلي في الفيلم قوي ومؤثر، حيث يقدم الممثلون تصويرًا واقعيًا ومعقدًا للشخصيات. الإخراج متقن، حيث يتم استخدام التصوير السينمائي والموسيقى لخلق جو من التوتر والترقب. السيناريو مكتوب بعناية، حيث يتم استكشاف الموضوعات الرئيسية للفيلم بطريقة ذكية ومثيرة للتفكير.
بشكل عام، “مستقيم” هو فيلم مؤثر ومثير للتفكير يستحق المشاهدة. إنه فيلم يدعونا إلى التفكير في حياتنا، وفي قيمنا، وفيما إذا كنا نعيش حقًا الحياة التي نريدها. الفيلم متوفر الآن على Turkcima.fun.
