في قلب الشرق الأوسط، حيث تتشابك خيوط التاريخ والسياسة، يبرز فيلم “النجاة من سجون سوريا” كشهادة دامغة على واحدة من أكثر الفصول المظلمة في تاريخنا المعاصر. الفيلم الوثائقي، الذي صدر في عام 2025، يقدم نظرة عميقة ومؤثرة إلى داخل السجون السورية، تلك الأماكن التي تحولت إلى مسارح للتعذيب والقمع الممنهج. من خلال شهادات حية ومباشرة، يكشف الفيلم عن حجم المعاناة التي تحملها آلاف السوريين الذين زج بهم في غياهب السجون بسبب آرائهم أو انتماءاتهم السياسية.
الفيلم لا يكتفي فقط بعرض قصص الضحايا، بل يتجاوز ذلك ليقدم روايات من الجانب الآخر، من أولئك الذين كانوا جزءًا من نظام القمع. هذه الشهادات المزدوجة تمنح المشاهد فهمًا أعمق وأكثر شمولية للآلية التي عملت بها هذه السجون، وكيف تحولت من أماكن للإصلاح إلى أدوات للترهيب والسيطرة. يوضح الفيلم كيف أن النظام السوري، على مر العقود، استخدم السجون كسلاح فعال لإخماد أي معارضة أو تهديد لسلطته.
“النجاة من سجون سوريا” ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو صرخة مدوية في وجه الظلم والانتهاكات التي لا تزال مستمرة حتى اليوم. الفيلم يسلط الضوء على أهمية محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضرورة تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم. كما أنه يذكرنا بأهمية الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وعدم السماح بتكرار مثل هذه المآسي في أي مكان في العالم.
من خلال مشاهد مؤثرة وشهادات تقشعر لها الأبدان، يأخذنا الفيلم في رحلة مؤلمة إلى أعماق السجون السورية، حيث يكشف عن الظروف اللاإنسانية التي يعيش فيها السجناء، والأساليب الوحشية التي تستخدم ضدهم. الفيلم يوضح كيف أن التعذيب والإهانة والتحقير كانت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في هذه السجون، وكيف أن السجناء كانوا يعيشون في خوف دائم من الموت أو الإصابة بأمراض مزمنة.
“النجاة من سجون سوريا” يثير أسئلة صعبة حول دور المجتمع الدولي في مواجهة هذه الانتهاكات، ومسؤولية الدول والمنظمات الدولية في حماية المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية. الفيلم يدعو إلى تضافر الجهود الدولية لإنهاء الإفلات من العقاب، وضمان تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم.
الفيلم يعرض أيضًا قصصًا ملهمة لأشخاص نجوا من هذه التجربة المريرة، وتمكنوا من إعادة بناء حياتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لسوريا. هذه القصص تبعث الأمل في إمكانية التغلب على الصعاب وتحقيق المصالحة الوطنية، ولكنها في الوقت نفسه تذكرنا بأهمية عدم نسيان الماضي وعدم السماح بتكراره.
“النجاة من سجون سوريا” هو فيلم وثائقي ضروري لكل من يهتم بحقوق الإنسان والعدالة والحرية. الفيلم يقدم شهادة قوية ومؤثرة على واحدة من أكثر الفصول المظلمة في تاريخنا المعاصر، ويدعونا إلى التفكير في مسؤوليتنا تجاه الضحايا والمساهمة في بناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية. يمكن مشاهدة الفيلم على منصة Turkcima.fun.
