في فيلم “الكندي الجيد”، يغوص المخرجان لينا مينيفي وديفيد بابيرني في أعماق الهوية الكندية، ليكشفا عن الحقائق المرة التي طالما تم التستر عليها. الفيلم الوثائقي، الذي صدر في عام 2025، لا يتردد في فضح الجوانب المظلمة من تاريخ كندا، ويتحدى الصورة النمطية عن “الشمال الحقيقي القوي والحر”.
يبدأ الفيلم باستعراض الصورة الوردية التي يعرفها العالم عن كندا، ثم ينتقل تدريجياً إلى كشف الأسرار المخبأة وراء هذه الصورة. يسلط الفيلم الضوء على الظلم المنهجي الذي عانى منه السكان الأصليون في كندا، بدءًا من “قانون الهنود” الذي فرض قيودًا صارمة على حياتهم، مرورًا بالمدارس الداخلية التي فصلت الأطفال عن عائلاتهم وثقافتهم، وصولًا إلى عمليات فصل العائلات التي تحدث في العصر الحديث.
يعتمد الفيلم على مزيج من اللقطات الأرشيفية الصادمة والمقابلات التفصيلية مع مجموعة متنوعة من الشخصيات، بما في ذلك الخبراء والمدافعون والمبلغون والسياسيون. تتناول هذه المقابلات قضايا حساسة مثل التمييز العنصري والفقر والإقصاء الاجتماعي، وتسلط الضوء على الآثار المدمرة لهذه القضايا على حياة الأفراد والمجتمعات.
لا يكتفي الفيلم بعرض المشاكل، بل يقدم أيضًا رؤية للأمل والتغيير. يدعو الفيلم الكنديين إلى مواجهة حقيقة تاريخهم، وإعادة بناء هويتهم الوطنية على أساس من العدل والمساواة. يشجع الفيلم على إجراء حوار مفتوح وصادق حول القضايا الصعبة، والعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.
“الكندي الجيد” ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو دعوة إلى العمل. إنه تذكير بأن بناء أمة عظيمة يتطلب أكثر من مجرد شعارات وطنية، بل يتطلب أيضًا الاعتراف بالأخطاء الماضية والعمل على تصحيحها. الفيلم متاح للمشاهدة عبر Turkcima.fun، ويوفر فرصة فريدة للتعرف على الوجه الآخر لكندا، وفهم التحديات التي تواجهها في سعيها نحو تحقيق العدالة والمساواة للجميع. الفيلم من إخراج لينا مينيفي وديفيد بابيرني.